ميدان التحرير 2 الاخ الكبير
يوم آخر من العمل المضنى فى المطعم الشهير ,عليّ أن أحتفظ بابتسامة ثلجية , فى السابعة والعشرين تترنح أحلامى تحت وطأة رغيف الخبز وكيلو لحم أسبوعى يتوقف على إكراميات الزبائن , أنتهى فى الرابعة صباحاً ، أمضى للبيت سيراً من ميدان التحريرالى ميدان لاظوغلى حيث نقطن شقة قديمة , تستوقفنى دورية راكبة , يبدو أنه القائد من جديد, علىّ أن أكون مهذباً محتفظاً بابتسامتى الثلجية حتى وهو يشد ياقة القميص الوحيد ويخبطنى فى صدرى بقوة تأكيداً لسطوته ..ينقذنى منه أمين الشرطة الذى اعتاد منى رغيفاً باللحم أسرقه كلما تحين لى من المطعم ..ينظر لى الضابط راضياً وبإشارة تعسفية أنصرف, متخاذلاً أسير مترنما بلحنِ ما ..لحن كنت تحبينه يا مروة الحبيبة ..أتساءل فى ألم أين أنت الآن..لم أرك منذ اليوم الأخير فى الجامعة ..قلتها لك بوضوح:-
لدى أم أرملة وأخ أصغر..أصعد السلم العتيق لاجدك يا أمى تجلسين كعادتك قبيل الفجر تقرئين فى المصحف الشريف, أجلس بجانبك علي ألتمس شيئاً من الطمأنينة التى تغلف روحك, تربتين على ظهرى فى حنو:-
حسام
لا تنطقيها هكذا إلا وهناك شيء ما يتعلق بالمدلل ذى الثانية والعشرين "كريم"
أزفر فى حنق محتداً:-
ما به هذه المرة مشاجرة تافهه من أجل فتاة أم سيجارة مخدرات أخرى ؟
تلتمع الدموع فى عينيك فأخجل من نفسى ولسانك يقول:-
لا شىء من ذاك تعلم إنه تغير .. فى الأونة الأخيرة صار أكثر هدوءاً .هناك شئ يقبض صدرى عليه يا حسام شئ تشعربه الأم ..أمسك يدك فى قوة كى أمنحك شئياً من الأمن ثم أدلف لغرفة كريم .أجده مستيقظاً ينظر لصور أبينا ضابط الجيش الذى لقى مصرعه على الحدود ..بقامتك النحيلة المشاغبة وشعرك الأسود الخشن . أخذت من أبى الكثير يا كريم ولكنى سئمت مشاكلك بل سئمتك كلياً وسئمت وقاحتك الدائمة أيها العاطل الكسول .
تنظرإلى مجفلاً وكأنى أخرجك من حلم ما ثم تبتسم فى ود وتحضننى ثم تخرج من الغرفة ...تسمرت .. لم يحدث هذا قبلاً..يغلبنى الإرهاق وأرتمى على الفراش بملابسى
فى الثالثة عصراً أنهض على أصوات الصراخ والرصاص مختلطاً بصوت أمى.. أرمى رداء النعاس من عينى..وأهرع للشرفة لاجدك أيها الشقى الصغير تدفع نفس الضابط الذى أهاننى بالأمس وتهتف بقوة
الشعب ..الحرية ..مصر
أراهم يضربونك فى عنف, فأطير على السلم لأجد رفاقك ينجدونك ويرفعونك فوق الأعناق
الشعب يريد الخبز.الشعب يريد إلغاء الطوارئ..لا للتوريث
تهتف يا أخى وحولك المئات أنظر إليك فى ذهول أيها الصغير العابث المدلل من أين لك هذه القوة تندفعون فى وجه الطغيان ووسط الحماسة والذهول والصراخ أسمع الأنين المنبعث منك وبقعة حمراء تحتل صدرك فى زهو ..بين يدى تلفظ أنفاسك العذبة الأخيرة وتتم:-
عش حرًّا
أيها الماكر العابث الحبيب الصغيركيف فعلت هذا بى .كيف سأخبر أمى أننى لدى نزعك الأخير تركتك كيف أعيش حراً وأنا مسئول عن دمك بتخاذلى ؟
لك وجه أسمر برئ وحنون أضمك لصدرى الضمة الاأخيرة يا صغيرى الحبيب بينما تقف أمى بعيداً صامتة
مازال الميدان يزأر
الشعب يريد اسقاط النظام .
يدا بيد يا امى نهتف
الشعب يريد أسقاط النظام بينما يهتف رفاقك فى قوة
مش هنمشى ..هو يمشى
يوم آخر من العمل المضنى فى المطعم الشهير ,عليّ أن أحتفظ بابتسامة ثلجية , فى السابعة والعشرين تترنح أحلامى تحت وطأة رغيف الخبز وكيلو لحم أسبوعى يتوقف على إكراميات الزبائن , أنتهى فى الرابعة صباحاً ، أمضى للبيت سيراً من ميدان التحريرالى ميدان لاظوغلى حيث نقطن شقة قديمة , تستوقفنى دورية راكبة , يبدو أنه القائد من جديد, علىّ أن أكون مهذباً محتفظاً بابتسامتى الثلجية حتى وهو يشد ياقة القميص الوحيد ويخبطنى فى صدرى بقوة تأكيداً لسطوته ..ينقذنى منه أمين الشرطة الذى اعتاد منى رغيفاً باللحم أسرقه كلما تحين لى من المطعم ..ينظر لى الضابط راضياً وبإشارة تعسفية أنصرف, متخاذلاً أسير مترنما بلحنِ ما ..لحن كنت تحبينه يا مروة الحبيبة ..أتساءل فى ألم أين أنت الآن..لم أرك منذ اليوم الأخير فى الجامعة ..قلتها لك بوضوح:-
لدى أم أرملة وأخ أصغر..أصعد السلم العتيق لاجدك يا أمى تجلسين كعادتك قبيل الفجر تقرئين فى المصحف الشريف, أجلس بجانبك علي ألتمس شيئاً من الطمأنينة التى تغلف روحك, تربتين على ظهرى فى حنو:-
حسام
لا تنطقيها هكذا إلا وهناك شيء ما يتعلق بالمدلل ذى الثانية والعشرين "كريم"
أزفر فى حنق محتداً:-
ما به هذه المرة مشاجرة تافهه من أجل فتاة أم سيجارة مخدرات أخرى ؟
تلتمع الدموع فى عينيك فأخجل من نفسى ولسانك يقول:-
لا شىء من ذاك تعلم إنه تغير .. فى الأونة الأخيرة صار أكثر هدوءاً .هناك شئ يقبض صدرى عليه يا حسام شئ تشعربه الأم ..أمسك يدك فى قوة كى أمنحك شئياً من الأمن ثم أدلف لغرفة كريم .أجده مستيقظاً ينظر لصور أبينا ضابط الجيش الذى لقى مصرعه على الحدود ..بقامتك النحيلة المشاغبة وشعرك الأسود الخشن . أخذت من أبى الكثير يا كريم ولكنى سئمت مشاكلك بل سئمتك كلياً وسئمت وقاحتك الدائمة أيها العاطل الكسول .
تنظرإلى مجفلاً وكأنى أخرجك من حلم ما ثم تبتسم فى ود وتحضننى ثم تخرج من الغرفة ...تسمرت .. لم يحدث هذا قبلاً..يغلبنى الإرهاق وأرتمى على الفراش بملابسى
فى الثالثة عصراً أنهض على أصوات الصراخ والرصاص مختلطاً بصوت أمى.. أرمى رداء النعاس من عينى..وأهرع للشرفة لاجدك أيها الشقى الصغير تدفع نفس الضابط الذى أهاننى بالأمس وتهتف بقوة
الشعب ..الحرية ..مصر
أراهم يضربونك فى عنف, فأطير على السلم لأجد رفاقك ينجدونك ويرفعونك فوق الأعناق
الشعب يريد الخبز.الشعب يريد إلغاء الطوارئ..لا للتوريث
تهتف يا أخى وحولك المئات أنظر إليك فى ذهول أيها الصغير العابث المدلل من أين لك هذه القوة تندفعون فى وجه الطغيان ووسط الحماسة والذهول والصراخ أسمع الأنين المنبعث منك وبقعة حمراء تحتل صدرك فى زهو ..بين يدى تلفظ أنفاسك العذبة الأخيرة وتتم:-
عش حرًّا
أيها الماكر العابث الحبيب الصغيركيف فعلت هذا بى .كيف سأخبر أمى أننى لدى نزعك الأخير تركتك كيف أعيش حراً وأنا مسئول عن دمك بتخاذلى ؟
لك وجه أسمر برئ وحنون أضمك لصدرى الضمة الاأخيرة يا صغيرى الحبيب بينما تقف أمى بعيداً صامتة
مازال الميدان يزأر
الشعب يريد اسقاط النظام .
يدا بيد يا امى نهتف
الشعب يريد أسقاط النظام بينما يهتف رفاقك فى قوة
مش هنمشى ..هو يمشى
هناك تعليق واحد:
احساسك باللحظات التى لن تنسى مدى الدهر فكلا تالم ونزف الدموع من قلب واعين حتى نلقاهم فهذا مشهد تكرر كثير لحظات وداع لاعظم شباب الدنيا
إرسال تعليق