الأربعاء، 27 أبريل 2011

عابر الصحراء وقصته العجيبه

بعد طول غياب ظهر على  مهرته السحابيه, وقد اشرق وجهه ,
واكتسى بنفيس الثياب وتراقصت عيناه بفرح, فازدادت حيرتي فلم اعهد صديقي ابدا
 على هذا الحال  وقد اتكئ فى اختيال على جدار بيتنا الفقير يحكى لي ما حدث له
فى الفترة الأخيرة ,. حكى عن مدينة عجيبة فى قلب الصحراء التي يعشقها ويجوب ارجائها

  مدينة ترابها من ياقوت وصخرها من ذهب وماؤها سحر وهوائها مسك وقد ظن
أنه  وقع على  عل كنزه الأسطورى الذى يمضى حياته يجوب الفضاء بحثا عنه ,
فترك مهرة السحاب وجاب شوارع مدينته المترفة, يفرك عينيه

ولكن دهشته كانت عارمة وفزعه شديد وهو يرقب رقة حال اهلها وفقرهم المدفع
تارة  وجوههم المذعورة من  مجرد الهمس تارة أخرى , حتى تحدث طفل صغير بصوت البراءة عن حاكم يسكن قصر مخيف وحديقة اشجار سوداء شوكية تتوسطها بحيرة كبيرة تسكنها تماسيح الوغى الشبيحة , ثم همس فى أذني:-

وهناك فى قلب القصر الأسود تقبع مفرمة البشر صنعها رجال الحاكم,  وأنها دارت على جسد ابيه وقد اطعم الحاكم لحمه لكلاب السوء التى تحرس القصر المرعب و قبل أن يكمل الصغير بجسده الضئيل المرتعش  بقية الحكاية... لطمه أحدهم بقسوة ثم إحتواه بين ذراعيه ونظر لي بحدة ...اخذه واختبئ فى جحره  الأثير وتبعه الآخرون  فى جحورهم ينظرون لى بعيون وجله ..وقد صار الخوف جزءا من تراثهم
صرخت فيهم جبناء...ولم يحرك هذا شيئا فيهم..بل اداروا ظهورهم لتسد فتحات الجحور والقبور العارمة
واغاظني هوانهم ورفعت إصبعا فى الهواء ورسمت علامة لا
وإرتعشت المدينة فى ذهول وطار الخبر الى قصر الحاكم عبر كلاب السوء التى تنصت فى خبث
وكنت اتوقع أن يكون مصيرى المفرمة ولم ابالى
ولكن ساكنى الجحور والقبور وقد هزهم زلزال ال لا قليلاً.. اخفونى  من بيت لبيت ومن زقاق لزقاق ومن شارع لشارع ومن زنقة لزنقة ومن حارة لحارة 
ودارت المفرمة على اجساد الكثير وهم يحافظون على كالكنز الثمين حتى تاقت نفسي للموت خجلا من هؤلاء الضعفاء الكرماء
ثم أردف هو يغمض عينيه فى نشوة الاحداث
ثم   نسى الحاكم أمري فى غمرة انشغاله الجنوني بآلة أخرى تمتص الدماء من البشر
وقد ازداد طغيانه وكدت ارسم لا مرة أخرى لكنى جبنت وتذكرت المفرمة
وحينما يئست , قررت الرحيل الا أن السحاب اختفى وهرب خوفا من الاختناق
فقبعت فى جحري الاثير أرقب جنون الحاكم وقد أعلن نفسه رباً للمدينة وروى
اشجار حديقته السوداء  بالدماء الفتيه  التى امتصتها ألته الجديدة
وفجأة وسط هذا الزخم الفاسد صرخت إمراة فانية عجوز ورسمت علامة لا
فاقتنصها الحاكم الماكر بنفسه وفرم لحمها وامتص دمائها ليروى حديقته الشيطانية
 التى التمعت اغصانها وتقوست اشواكها كمخالب شرسة واستعدت لقنص كل عابر
سبيل

وفى نهار عادى من تلك النهاريات المملة ...لا صيفية ولا شتوية ...لا شجار تتحرك 
ولا المياه تتماوج ولا صوت يهمس وكأن الزمن توقف هناك
فاذا بالسماء تربد وتظلم وتغضب وتبرق وتعصف وتتساقط سيول من الامطار الحمراء القانية تارة  والحمراء الفاتحة تارة اخرى يجمع بينها السخونة والحدة وشهقات الالم الأخير قبل المفرمة وقد  لطمت الامطار الغاضبة  قصر الحاكم ورسمت فوقه علامة لا حمراء نارية
 تتراقص فى جنون العاصفة
وتساقط االمطر غزيرا عزيزا على على وجوه الناس
وكان لقاء حميم  بين الموتى والاحياء وتعرف كل اب وام واخ على دماء حبيبه وفقيده
ووارتفعت اصابع اليد العشر للشعب كله صوب القصر الجهنمى بينما خفتت صوت مفرمة البشر  الى الصفر, وتساقطت كلاب السوء و السم يربد من بين انيابها جراء لعق الدماء الثائرة

وانسعرت الاشجار المفترسة والتهمت تماسيح الوغى الشبيحة  ثم رقبت فى سكون حاكمها يلوذ بحديقته الشيطانية ...فتكالبت عليه الاشجار الجامحة
وتقلصت حوله..تحورت لأبدان سوداء شائهة واوراق حادة كالسيوف غرست فى جسد الظالم ..حتى اذا  ابصرته امتزج بها ولم يبق من بين الفروع الشائكة السوداء الحالكة  سوى عينان شلهم الفزع والذهول وتقلصت حديقته كلها حول جسده فى مساحة ضئيلة مكان قصره المندثر..ابقاها الاحرار لذكرى
وقد صنع احدهم  للسخرية على احد جوانبها
مبولة...وفى الجانب الاخر مبصقة
هتفت فى ذهول:-
يا له من انتقام شعبا من حاكمه
لكن عابر الصحراء لكزني قبل ان يعاود الرحيل ويغوص فى احضان السحاب الفضي وصوته يدوى خلفه:-
إنهم يستحقون!!!!!!!!!!!
إنهم يستحقون!!!!!!!!!!!