حينما هبطت طائرة الخطوط الجوية الالمانية فى مطار القاهرة طار قلبي فرحا وانا استعد لملاقاة صديقتي الألمانية
الجميلة , سوزان يا نوخ , الشهيرة فقط ب ســـــــــــو , كنا مجموعة من بلدان شتى, جمع بنا العمل لدى شركة
السياحة الدولية الانجليزية , مجموعة ضمت اليستير سميث وفيكتور رامنجولى الكنديان و باتريشا لاوسون
الانجليزية وجهاد بوشكاب من سوريا وانا سيف البطرواى من مصر واخيرً سوزان يانوخ او ســـــــــــو, وجمعيهم
متخصصون فى اللغة العربية , تخصص يصل لحد الدكتوراة نظرا لقيادتهم المجموعات السياحية فى منطقة الشرق الاوسط.
فقط ســــــــو هى صديقتى المقربة , كنت اشعر بميل شديد لها , فقد كانت شخصية متزنة ولم اعرف عنها العلاقات
الماجنة التي تصيب بنى قومها فضلا عن حديثها البسيط ونشاطها الجم ومساعدتها للغير , وأمانتها الشديدة فى عملها.
افقت من افكاري على يد سو الممتدة فى مودة والابتسامة الجميلة التي تكسو وجهها بشعرها البنى القصير المشع حوله فى خفة ونعومة .
همست لها عزيزتي إنك تزادين جمالا, ضحكت فى امتنان:-
وانت مازلت حالما.
رافقتها حتى الفندق مع وعد بلقاء فى السابعة مساء لدراسة برنامج الرحلة الى كاثرين صباح بعد غد.
عدت اليها فى السبعة والربع لأجدها فى قمة الضيق من تأخرى فأعتذرت لها من زحمة السير فلم تعلق وظل مزاجها
كئيب , اعطتنى نسخ ببرنامج الرحلة ونسخ بأسماء المشاركين, حاولت فى النهاية ادعوها للعشاء فرفضت بحزم
للضروة الاستيقاظ المبكر , لملمت اوراقها ودون ان تنظر إلى موعدنا فى السادسة صباحاً , ارجو الا تتأخر !!!!!!!!
فقلت لها بصوت غاضب كفى تأنيباً لست بطفل, ابتسمت ابتسامة طفولية جميلة إنه العمل يا عزيزى ,القاك غدأ
فى الخامسة والنصف كنت هناك وقد تحركنا فى تمام السادسةوالنصف إلى سانت كاترين , مرورا بالقاهرة فى
الصباح الباكر ثم القطامية ووالطريق الصحرواى القصير الى السويس كنت أجيب على تساؤلات السياح وخاصة تلك
الفتاة النيويزلاندية الحسناء تيا كارسون , التى شهقت اعجاباً بالتلال الحمراء فى سيناء بعد عبورنا نفق الشهيدة احمد حمدى.
وحينما اخدت الحافلة بالمسير , استرحت قليلاً لتأتى تيا لتجلس بجوارى وما هى الا لحظات لاشاهد سو واقفة فوق رؤسنا كصقر غاضب لتشير للفتاة أن ترجع مكانها فضحكت بسرور اخيراً يا سو تغيرين . إن الشرقيات والغربيات تشتركن فى هذه الصفة وبشدة ألاوهى الغيرة.
وصلنا إلى شاطئ القمر فى رأس سدر لتناول الغذاء واللهو قليلاً على الشاطئ الخرافى بامواجه الهادئه ورماله
الذهبيه الشاحبه حيث جلست ســـــــــو تقرأ بانتباه وقفت امامها وهى لا تحيد النظر فى كتابها لا قول ماذا تقرئين
فانتضت فى رعب –هكذا هى ســــــــو تنتفض من كل شئ واى شئ , الا انها سرعان ما ابتسمت لى ابتسامتها
الوضاءة الحنون , إنه نيشته وقالت الكفثير عن هذا النيشته بينما انشغلت انا فى عيناها الماستين الشفافتين.
عاودنا المسير الى كاترين التى وصلنا اليها عند السادسة مساءاً واسترحنا قليلاً ثم تناولنا العشاء وذهب كل من
الفوج الى غرفته لنصحو فى تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل لصعود الجبل.
لقد صعدت جبل كاترين اكثر من خمساً وعشرون مرة ولكل مرة سحر خاص, عادة يتسغرق صعود الجبل ثلاثة
ساعات ,إنه ليس تسلق كما يعتقد الكثيرون بل مشى على جبل ممهد يمتد فى ربوعه العديد من خيام تقديم القهوة
كنت اصعد مدثراً بكثيرمن الملابس نظراً للبرد الشديد , حينما نصل للقمة نرى الشمس تشرق كأنها تشرق من أسفل
الجبل وتقبع السحب اسفلنا لاننا نكون بالفعل فوق مستوى السحاب .
هناك فى القمة جامع ومعبد وكنيسة وكنت اعتدت فى كل مرة أن اصلى الصبح هناك, خشعت فى صلاتى ودعوت الله
بالستر والرزق وحينما انتهيت وجدت ســـــو تنظر إلى وقد كانت اول مرة ترافقنى فى رحلة إلى هذه البقعة المقدسة
- سيف ماذا تفعل
- اصلى
- سمعتها تضحك وهى تقول لم اكن اتصور انك من متبعى هذه الخرافات
احمر وجهى وانا اقول مستنكراً ماذ؟!!!!!!!! إنى اصلى لله ربى وربك
تغيرت ملامحها لدى رؤيتها غضبى ثم قالت اسمع سيف إنى لا أؤمن الا بما أراه , أريد شيئاً مادياً , أرنى ربك وساؤمن به قالتها بطريقة مستهجنة ورفعت كتفيها بلا مبالاة ...واستدارت قائلة حان وقت العودة سنهبط الجبل .
- سيف ماذا تفعل
- اصلى
- سمعتها تضحك وهى تقول لم اكن اتصور انك من متبعى هذه الخرافات
احمر وجهى وانا اقول مستنكراً ماذ؟!!!!!!!! إنى اصلى لله ربى وربك
تغيرت ملامحها لدى رؤيتها غضبى ثم قالت اسمع سيف إنى لا أؤمن الا بما أراه , أريد شيئاً مادياً , أرنى ربك وساؤمن به قالتها بطريقة مستهجنة ورفعت كتفيها بلا مبالاة ...واستدارت قائلة حان وقت العودة سنهبط الجبل .
هل اقول انها الصدمة التى ألجمتني , هذه الفتاة فتاة احلامي كافرة , هل اذهب واقنعها , اغمم بحسرة لقد درست اللغة العربية والدراسات الآسلامية افضل منى , اذا لم تقنعها هذه الدراسة المتعمقة هل اقنعها أنا الذى لا يفقه من دينه الا الفتات.
نزلت بسرعة وانا اكاد احترق غضبا منى نفسى واحترق منها ألما وعذابا, قابلتها مرة اخرى فى منتصف الجبل عند شجرة مريم وقد وقفت تستريح لبرهة وهى تنظر للشجرة بسخرية وازدراء وتقول فى وجهي مرة اخرى خرافات, كدت اصفعها بعنف لكنى استدرت واكملت طريقي.
فى نحو الثامنة كنت انهيت شرح دير سانت كاترين وأنا مشتت الذهن ثم قدت المجموعة المكونة من عشربن فرداً الى مطعم صبرى البدوى الذى كان يعد لنا الفطور المصرى الشهى حيث انزويت فى ركن بعيد بلا شهية على الاطلاق اكتفى بكوب من الشاى الساخن المر كمرارة افكارى السوداء ولم اشعر بها وهى تجلس بجانبى وتهمس برقة الهذه الدرجة انت غاضب منى إنى اعتذر , نظرت إليها وقد طوت ساقيها وراجعت شعرها البنى القصير باناملها للوراء وهى حركة اعتدت عليها عندما تكون مرتبكة مما اشعرنى برقتها وضعفها.
استدرت اليها فى بطئ وأنا اقول إن هؤلاء الخرق البالية الفكر والروح أمثال نيتشة وسارتر وغيرهم قد اعموا بصيرتك , نظرت إلى بذعر كم ينظر إلى معتوه وهى تصرخ بحدة وتقول إنك انت الخرق البالية, أين انت من هؤلاء الفلاسفة العظام , أين أنت أيها الشرقى بفكرك الضئيل منهم, كانت عن حق غاضبة وعن حق تستحق صفعة مدوية , هذا لأنى رجل شرقى ولأنى رجل مسلم فهى لم تحتمل كلمة عن اثنين من البشر لا يملكان من أمرهما شيئاًودينى , كانت الصفعة قليلة عليها, صحيح أنى فقدت عملى فى الشركة بسببها حينما استدعيت للتحقيق بعد الشكوى المقدمة من ســـــــــو وطلبت هى فقط اعتذار كترضية إلا إنى صمدت واصررت انها تستحق اكثر من صفعة بكثير ثم وقفت أمامها وقلت يومأ ما سترين الله وتعرفينه ايتها الاوربية المتحجرة الروح وغادرت الشركة وغادرت ســــــــــــو التى كانت أخر مرة أرها وعيناها تتسعان وتترقرقان بالدمع وهى تنادينى وأنا اغلق الأبواب غلفى واغلق صفحة من حياتى ولم تمضى سوى مدة بسيطة إلا واعمل فى شركة اكبر وفى رحلة اخرى اقابل صديقى السورى جهاد بوشكاب يقود احدى الافواج فى رحلة خاصة فى الصحراء الغربية, تبادلنا الحديث بمودة فى الواحة الخضراء ولم يتطرق إلى ما حدث إلا إنه فى نهاية حديثه وهو يهم بالرحيل لم يقل سوى إنها فى اليمن تقود احدى اهم الرحلات الخطرة.
كنت اعلم رحلة اليمن وعلى حد علمى فهى مقصورة فقط على المرشدين من الرجال نظراً لخطورتها ليس من حيث الطبيعة والصحراء فهى خيرمن يجتازها بل من حيث التعامل فقد كانت تقوم الرحلة على مبدأ الخطف الوهمى وتمثيل البدو بأنهم الخاطفين حيث تقتاد المجموعة كأسرى حتى يتم دفع الفدية , كان ألآمر تمثيل بالطبع بالآتفاق مع شيخ القبيلة.
تعجبت من اصرار ســــــو وقيامها بهذه الرحلة وخشيت أن تتبادل مع احدهم حديثأ مثل حديثنا.
تعجبت من اصرار ســــــو وقيامها بهذه الرحلة وخشيت أن تتبادل مع احدهم حديثأ مثل حديثنا.
انهيت رحلتى وعدت لآستريح فى القاهرة ., كنت جد متعب وقلق للغاية ونمت كحجر ولم استيقظ إلا على الجرس الملح على الباب, فتحت لآجد جهاد يدخل منهاراً وهو يصرخ لقد انقلب ألآمر وصار جديأ, صرخت به بدورى
- جهاد اهدئ واخبرنى ما حدث
- لقد مات الشيخ صالح شيخ القبيلة اليمنية وتولى أبنه خالد الأمر وانقلب خطف المجموعة الى حقيقة
دق قلبى فى هلع , ماذا يريدون
- جهاد اهدئ واخبرنى ما حدث
- لقد مات الشيخ صالح شيخ القبيلة اليمنية وتولى أبنه خالد الأمر وانقلب خطف المجموعة الى حقيقة
دق قلبى فى هلع , ماذا يريدون
جهاد/
ليس النقود بل الأفراج عن بعض الأسرى السياسين
اقول لماذا
جهاد أنا لم اخبرك البقية كجدية لتهدديهم ارسلت أحدى الجثث والقيت على عرض الطريق
نظرت لجهاد فى ذهول واعتصر الحزن قلبى
استمر الآمر نحو اسبوعاً من المفاوضات مع الحكومة اليمنية ولا اعرف حتى هذه اللحظة كيف انتهى الآمر كل ما اعرفه أنه من بين ثمانى سائح وقائدتهم الآلمانية, عاد نحو خمسة أفراد ليس من بينهم ســــــــــــــــــو , حبيتى ســــــــو
ليس النقود بل الأفراج عن بعض الأسرى السياسين
اقول لماذا
جهاد أنا لم اخبرك البقية كجدية لتهدديهم ارسلت أحدى الجثث والقيت على عرض الطريق
نظرت لجهاد فى ذهول واعتصر الحزن قلبى
استمر الآمر نحو اسبوعاً من المفاوضات مع الحكومة اليمنية ولا اعرف حتى هذه اللحظة كيف انتهى الآمر كل ما اعرفه أنه من بين ثمانى سائح وقائدتهم الآلمانية, عاد نحو خمسة أفراد ليس من بينهم ســــــــــــــــــو , حبيتى ســــــــو
مرت نحو عشر سنوات على هذا الحادث ولم افتئ اذكره واتذكر عيناها الماستين وروحها المظلمة وأتساءل فى حزن عن مصيرها حتى قادتنى الصدفة وحدها لمعرفة الآمر, حينما كنت فى احد الرحلات واذا بسائح ألمانى يسألنى فى فضول هر سيف البطرواى هل كنت صديقأ لسوزان يانوخ
يومها عادت الذكرى تدق رأسى بعنف وأنا أسأله بدورى وهل تعرفها , اخرج من جيبه محفظة جلدية وهو يقول لقد كنت احد افراد الرحلة المشئومةومد يده بروقة قديمة , لقد احتفظت بها لأجلك وعاهدتها أن اعطيها إياك , كانت ورقة واحدة قديمة وبها صورتى انا وســــــــــو وحوت الورقة المعنونة بأسمى بضع كلمات:-
سيـــــــــــف:- أنت على حق الأن اعرفه وأراه , إنى على وشك النهاية وقلبى معلق به
لم أسأله كيف قتلت ســــــــو ولكنى تسألت هل حقاً عرفت الله يا ســــــــــو هل اضاءت روحك لدى النهاية
دمعت عيناى خشوعأً وأنا ادعو لى ولها المغفرة.
روان عبد الكريم
لم أسأله كيف قتلت ســــــــو ولكنى تسألت هل حقاً عرفت الله يا ســــــــــو هل اضاءت روحك لدى النهاية
دمعت عيناى خشوعأً وأنا ادعو لى ولها المغفرة.
روان عبد الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق