باقي ثلاث كيلومترات على قرية شاطئ القمر السياحية ..قرأت بفضول وانا
انحرف بالسيارة يساراً تجاه المكان الغافي بخمول على البحر الاحمر حيث
اقضى بضعة ايام للاسترخاء واملاً فى إلتقاط بعض الصور المميزة للمكان
غممت فى انبهار وانا القى نظرة خاطفة على الشاطئ الهادئ ومياهه الزرقاء
تتهادى عليه برقة واُلفة.. وهمست فى غيظ وألم:-:-
اه سلمى لو تغاضيت عن خلافتنا الزوجية وقضيت معى بضعة ايام هنا
اه سلمى لو تغاضيت عن خلافتنا الزوجية وقضيت معى بضعة ايام هنا
لم يكن فى الاستقبال سوى ذلك العجوز الذى سلمني مفتاح الغرفة و تمنى لي
اقامة سعيدة..
فى الرابعة صباحا صنعت جذوة نار صغيرة على الشاطئ علها تمنحني بعض الدفء
فى الرابعة صباحا صنعت جذوة نار صغيرة على الشاطئ علها تمنحني بعض الدفء
وبدأت فى التقاط بعض الصور .. لخيبة املى ..حصر الجذر المياه ..فتعرى
الشاطئ وضاع جماله..على الدخول قليلا لقلب البحر لو اردت صور افضل
فجأة ظهرت ..تلك الغريبة .. تمضى امامي تشق البحر المظلم بقامتها
الممشوقة وشعرها الغجري وتنورتها المزركشة ..تركل بساقيها بصخب
الموج المتطاير اللاهث حولها ..تفرد كفيها تلتقط بعض الماء ثم تلقيه فى غضب
غممت فى سخرية لست المجنون الوحيد الذى يعشق البحر لحظة ميلاد
الشمس .. مضيت خلفها مأخوذاً بالمشهد .. غطست فى
المياه ولم تظهر ارتعت وتخبطت وقد وصلت المياه لمنتصف ساقى .. ماذا تنوى هذه المجنونة !!..صارعت المود مذعوراً.. لاجدها مسجاة على وجهها وقد غطتها المياه ..انتشلتها بيد واحدة من شعرها ..صرخت فى غضب وهى تبعد يدى بعنف والم وقد وقفت تنتفض وتصرخ:-
المياه ولم تظهر ارتعت وتخبطت وقد وصلت المياه لمنتصف ساقى .. ماذا تنوى هذه المجنونة !!..صارعت المود مذعوراً.. لاجدها مسجاة على وجهها وقد غطتها المياه ..انتشلتها بيد واحدة من شعرها ..صرخت فى غضب وهى تبعد يدى بعنف والم وقد وقفت تنتفض وتصرخ:-
..ماذا تريد ..من انت ؟
يا لها من مخبولة هل تمارس رياضة ما!! لم تخرج الكلمات من فمى ..نفضت
ثيابها وخرجت للشاطئ ثم جلست جانب جذوة النار التي اشعلتها ترتعش
وتبكى ..حرت فى امرها وانا اقف امامها:-
سيدتي معذرة ولكنى ظننت انك تنوين الانتحار
هزت رأسها وهى تمسح دموعها بيد مرتجفة:-
لا بأس ..
التف شعرها بعصابة حمراء ظهر من اسفلها خصلات شعرها
الغريب بين
الاحمر والاشقر البلاتينى .تبدو فى اواخر العشرينات ..لديها
وجه جميل رقيق
رائع للتصوير...نظرت لي مستاءة من تحديقى فيها ثم القت
نظرة على
الكاميرا قلت فى ارتباك:-
..اشرف رشدان..مصور صحفي ..اردت التقاط صور للشمس
والبحر من لحظة الميلاد حتى الاشراق الكامل.
اشارت لى بالجلوس وهى تقول فى رقة:-
هدى الشافعي.. رسامة..انا ايضاً اعشق تصوير الظلام والنور .
لكن من الاعماق حتى السطح
نظرت تجاه البحر فى حزن وهى تقول فى خفوت :-
إن الظلمة مخيفة فى الاعماق لكنى اعتدت عليها ..حينما تصل
إن الظلمة مخيفة فى الاعماق لكنى اعتدت عليها ..حينما تصل
لمنطقة العدم تتلاشى كل الاشياء لا الم ..لا فرح ..فقط سلام
وظلام.
فجاة هبت ريح شديدة فاطاحت بعصابتها الحمراء بعنف
..التقطها لاعطيها اياها وهى تلملم شعرها ..راعنى ذلك الجرح
الملتئم من صدغها حتى منتصف رقبتها ولم اعلق سوى:-
يا له من جرح مميت ..نظرت متجاهلة كلامى للخاتم حول خنصري وهى تقول فى مكر:-
متزوج..اين اسرتك !! ..رددت انهم فى القاهرة..متزوج ولدى ابنة
يا له من جرح مميت ..نظرت متجاهلة كلامى للخاتم حول خنصري وهى تقول فى مكر:-
متزوج..اين اسرتك !! ..رددت انهم فى القاهرة..متزوج ولدى ابنة
نظرت نحوى فى فضول كم عمرها
اجبتها:-
- مايا فى نحو العاشرة
غصت فى ألم ثم نظرت مرة اخرى بحزن اشد نحو البحر واردفت:-
لي ايضا ابنة ..لكن لم يتسنى لي ان احضر عيد ميلادها العاشر
لي ايضا ابنة ..لكن لم يتسنى لي ان احضر عيد ميلادها العاشر
ابدا.. بعد العاشرة ستتحول طفلتك لبداية الأنثى ... ستخوض
تلك السن الحارة بالمشاعر ..تصارع فى ليالها الصاخبة بالحلم
والامل تارة ...والحلم والالم تارة اخرى ..وحتى ان انكسرت
مشاعرها على اكون بجانبها كدفقة الطاقة امتص حزنها ..اقبل
دموعها..اخبرها ..انها الاجمل فى العالم كله ..لانها ابنتي ..فجأة
مددت يدها بالعصابة وسلسلة ذات قلب ذهبى:-
اعطها لابنتك ..قل لآية اننى احبها..غممت فى تأثر وقد صدمنى كلامها:-
اعطها لابنتك ..قل لآية اننى احبها..غممت فى تأثر وقد صدمنى كلامها:-
-ابنتى اسمها "مايا" وليست "آية" وهذ السلسلة والقلب
هدية ثمنية لا استطع قبولها و..
رفعت سبابتها محذرة:-
انها هبة البحر فلا ترفضها ..تذكر البحر ياخذ و لا يعطى ابدا
وان اعطى فانه شحيح فى عطايه
نظرت لها متعجباً ,وهى تضع فى راحتى العصابة والسلسلة ..وقد بدأت خيوط النور تتسلل.. فاسرعت للكاميرا معتذراً.. قالت لايهم سأبقى جانب النار قليلا .. ثم صرخت وانا ابتعد:-
رجاء اخبر "آية: اننى احبها كثيرا ...كدت اقول ابنتى اسمها
مايا.. لكنها وضعت راسها على ركبتها و لفتها بذراعيها وراحت
فى اغفائة خاطفة وقد تناثر شعرها الاحمر وخصلات البلاتينى
لتغطى وجهها الشاحب .
فكرت ان التقط لها صورة ولكنى تراجعت ..وانشغلت لمدة
فكرت ان التقط لها صورة ولكنى تراجعت ..وانشغلت لمدة
ساعة بالتقاط الصور للبحر والشمس من اول خيوط الضوء
حتى لحطة الابهار الكامل وكأن الشمس تخرج من جوف البحر
..حينما عدت لرفيقة البحر لم اجد منها سوى العصابة الحمراء
تتهادى بخفة على الرمال ..خمنت انها ذهبت لحجرتها لكن
الخطوات الغائرة على الرمال تجاه البحر افزعتنى ..لا يمكن ان تكون فعلتها..فى خطوات متسارعة ذهبت للاستقبال ..سالته فى فضول عن حجرة
السيدة هدى الشافعى ..نظر لى فى استغراب ثم نظر للدفتر امامه
-
لا نعطى معلومات للنزلاء قلت فى سرعة:-
لكن سيدى اخشى ان يكون مكروهاً اصابها من فضلك تأكد انها بخير
:-نظر لى نظرة متفحصة وهو يغلق الدفتر امامه :-
-
لا نعطى معلومات للنزلاء قلت فى سرعة:-
لكن سيدى اخشى ان يكون مكروهاً اصابها من فضلك تأكد انها بخير
:-نظر لى نظرة متفحصة وهو يغلق الدفتر امامه :-
سيدى اننا فى نهاية الموسم ..لانزلاء هنا سواك
تركته وانا اعود للشاطئ وقد ارتفع المد واخذ فى طريقه كل
شئ حتى بقايا النار وخطواتها الصغيرةنظرت فى حيرة للبحر
وتذكر السلسلة والعصابة الحمراء فوجدتهما ..هززت رأسى
فى خفوت هناك شئ غامض ..ربما تحتاح السيدة الا يعرف احد عنها شئ لذا فقد كذب الرجل اتجهت لغرفتى ورحت فى نعاس خدر سريع ..ثمة طرقات على الباب وصداع حاد يضرب رأسى
:-فتحت الباب فى خمول لتطالعنى شابة فى اوائل العشرينات قالت فى خجل
:-فتحت الباب فى خمول لتطالعنى شابة فى اوائل العشرينات قالت فى خجل
معذرة .. بخصوص هدى الشافعى ..مازال الصداع يضرب رأسى لكنه كان كطرقات المدفع وهى تكمل :-انا "آية" ابنتها وابنة صاحب الفندق.
بعد دقائق التقيت "آية " فى غرفة الاستقبال ..لم تكن تملك من امها سوى عيونها الحزينة الواسعة وقد وقفت امام لوحة رسمت الشعب المرجانية باتقان وحرفة ..حملت توقيع هدى راهب الرسامة الشهيرة جلست آية وهى تفرك يدها فى عصبية :-
بعد دقائق التقيت "آية " فى غرفة الاستقبال ..لم تكن تملك من امها سوى عيونها الحزينة الواسعة وقد وقفت امام لوحة رسمت الشعب المرجانية باتقان وحرفة ..حملت توقيع هدى راهب الرسامة الشهيرة جلست آية وهى تفرك يدها فى عصبية :-
سيدى ..من اين اتيت باسم هدى الشافعى ..انه اسم امى الحقيقى..ولا يعلمه احد سواى.
اخبرنى عم صالح مدير الاستقبال بالامر ..فاتيت من القاهرة على وجه السرعةحرت فى اجابتى:-
مستحيل ان تكونى ابنتها..هى لا تكاد تكمل الثلاثين ترقرقت عيونها بالدموع:-
نفس السن التى اختفت فيها منذ خمسة عشر عاماً ..قبل عيد ميلادي العاشر..اتت هنا ..ولم تعد ..لم نعثر عليها مطلقاً..ان لغز اختفائها لم يحل حتى الان
اخبرنى عم صالح مدير الاستقبال بالامر ..فاتيت من القاهرة على وجه السرعةحرت فى اجابتى:-
مستحيل ان تكونى ابنتها..هى لا تكاد تكمل الثلاثين ترقرقت عيونها بالدموع:-
نفس السن التى اختفت فيها منذ خمسة عشر عاماً ..قبل عيد ميلادي العاشر..اتت هنا ..ولم تعد ..لم نعثر عليها مطلقاً..ان لغز اختفائها لم يحل حتى الان
ترددت كلماتها فى ذهنىالظلمة مخيفة ولكنى اعتدت
عليها.بالطبع اعتادت عليها ...فقط لانها تسكن الاعماق
..انخرطت آية فى البكاء لم استطع ان ازيد حزنها ..قلت لها
بتردد:-
..مهما يكن فقد قابلتها ..هدى راهب او هدى الشافعى
..لانها ارادت ان تنقل لك رسالة ..نظرت لى آية بعيونها
الواسعة وقد ظللهما الحنان وهى تستمع لرسالة امها:-
فقط اخبرتنى انها تحبك "آية" وانها احبتك دائما... وانه رغم
فقط اخبرتنى انها تحبك "آية" وانها احبتك دائما... وانه رغم
ما حدث ورغم كل شئ فانها ستظل تحبك..
تركت لك هذا ..مددت لها يدى بالسلسلة والعصابة وهى
تاخذهما فى حضنها تذكرت كلمات هدى راهب
لم يتسنى لى ان احضر ميلادها العاشر ابدا اتصلت بسلمى
زوجتى اتانى صوتها باكيا لا تبكى سلمى لن نفترق ابدا
سنصلح الامر علينا ان نحتفل معا بعيد مايا العاشر همست فى
فرح انتظر مايا تريدكم
مايا :-
نعم بابا
-بابا يحبك كثيرا مايا
قبل الغروب القيت نظرة اخيرة على البحر قبل ان ارحل خيل
لى انها هناك تبتسم فوق الامواج اللاهية فى الغروب ..بينما
وقفت اية تنظر للسلسة والقلب الذهبى والشاطئ يبتعد رويدا رويدا